Thursday, May 3, 2012

من الحكم في قضية المسرة حتي توقيف الجيزاوي,ساعدونا يا رفاقة


كتبت هذة التدوينة ضمن فعاليات يوم التدوين للتضامن مع النشطاء المحكوم عليهم فيما عرف بقضية التضامن مع الأقباط


في الأجواء الكابوسية للأيام الأولي من العام 2011, و بعد ايام من تفجيرات كنيسة القديسين,انضم  العديد من النشطاء الي تظاهرة كبيرة امام احدي الكنائس  في حي شبرا الذي تسكنة اغلبية من الأقباط  للتنديد بالحادثة. كعادة نظام مبارك ,اصطف بضعة الاف من جنود الامن المركزي لتطويق التظاهرة  و منعها من التحرك.بعد عدة ساعات من المناوشات قرر لوائات حبيب العادلي استخدام العنف الجسدي ضد المتظاهرين.كانت نتيجة ذلك الأشتباك هي القبض علي ثمانية من النشطاء و اقتيادهم الي قسم الشرطة  بنائا علي خانة الديانة في بطاقة هويتهم  من بينهم صديقي المهندس و الصحفي و الناشط اليساري "مصطفي محيي".بعد ليلة قاسية  من المعاملة اللا ادمية في مقر احتجازهم,تم توجية العديد من التهم الكارتونية اليهم.كان منها حرق و تدمير  اكثر من عشر شاحنات و اتلاف الممتلكات العامة(اعمدة الأنارة و الأرصفة) و اصابة اكثر من 20 مجندا و 4 ظباط.

رغم تناقض الأدلة و ضعف حجتها,افرجت المحكمة عن مصطفي و بقية زملائة  بضمان محل اقامتهم بدلا من اعطائهم البراءة.و منذ ذلك الحين ,و رغم قيام الثورة ,ما تزال القضية محل نظر .
بالتأكيد لم يكن تلفيق الأتهامات حدثا فرديا في عهد مبارك و رجالة.لذا تقبل الجميع ما حدث علي سبيل ان قواعد اللعبة معروفة و ان من نزلوا للتظاهر يومها كانوا يعلمون عواقب فعلتهم.لكن المفاجأة حدث منذ حوالي شهر و نصف,عندما قررت المحكمة التي يترأسها ظابط شرطة سابق  حبس كل من المتهمين  الثمانية لمدة سنتين.تظلم محاميي المتهمين و حددت المحكمة يوم الثالث عشر من مايو المقبل موعدا   للنظر في الأستئناف.

بعد اسابيع من الحكم علي مصطفي و بقية النشطاء,تم توقيف الشاب المصري احمد الجيزاوي في مطار الملك بالرياض اثناء توجهة لاداء فريضة العمرة.وفقا للسلطات السعودية,كان احمد ينتوي تهريب عشرون الفا من الأقراص المخدرة الي المملكة.كان من الممكن تصديق الرواية الرسمية لولا خبراتنا السابقة مع الحكومة السعودية و مع  تواتر الأخبار حول نشاط أحمد ,الي يعمل محاميا , في قضايا المصريين المحتجزين بالسعودية ,بل و تناثر بعض الأخبار عن رفعة لقضية ضد العاهل السعودي شخصيا. بعد الحكم  علي احمد بالسجن لسنة و التعذيب بالجلد 20 جلدة,انطلقت مظاهرات عدة نحو مقر السفارة السعودية قام خلالها البعض بالتعبير عن غضبهم,المتراكم اصلا  منذ سنوات سابقة ,بالقاء الحجارة علي مبني السفارة و تنكيس علمها.و علي الفور,ردت الحكومة  السعودية بالعديد  من ردود الأفعال الغاضبة  و المبالغ فيها.فأوقفت العمل بالسفارة و استدعت  السفير الي بلادة و وأوقفت اعطاء تصريحات العمل للمصريين.

و ما يهمنا في هذة الحادثة هو التركيز علي طبيعة العلاقة  استراتيجية و تعقد المصالح المالية  بين الطبقتان  الحاكمتين في مصر و السعودية و التي  اجبرت المسئوليين المصريين علي تقديم العديد من التنازلات و الأعتذار مرارا وتكرارا.بدئا من رئيس الحكومة الذي اكد سابقا في مناسبات عديدة  ان مصر لم و لن تركع للأملائات الأجنبية,الي السفير المصري بالرياض الذي اكد علي عمق العلاقات بين البلدين و عدم تأثرها حتي لو تم حبس 1000 مصري علي شاكلة الجيزاوي مهرب المخدرات و مرورا بمحادثات و مناشدات المشير طنطاوي للخارجية  السعودية بتجاوز الأزمة و اخيرا زيارة رئيس مجلس الشعب للرياض للقاء الملك عبد الله .

كان مفهوما  في عصر مبارك ان يحاكم ناشط سياسي و تلفق لة التهم ,لكن ان يحاكم نفس الشخص  بنفس التهم الموجهة الية في قضية سياسية حدثت في عهد مبارك  هو حدث فارق مثلة مثل مشهد تفضيل المصالح المالية للمسئولين الحكومين علي حرية و حقوق المواطنين المصريين في الخارج. مشهدان رمزيان يؤكدا علي ان سقوط النظام وهم عشناة جميعا خلال سنة و نصف.

ما بين حادثتي  المسرة  و الجيزاوي عذب و قتل و شرد و و اضطهد و اصيب  عشرات الالاف  من المصريين علي يد نظام مبارك و لاحقا علي يد من حكم البلاد بعدة.اضحي جليا ان شيئا لم يتغير. و رغم تولد  وهم اسمة سقوط  النظام لدي الجميع في لحظة التنحي .لكن في الحقيقة فان شبكة شيطانية و  معقدة  من الفساد  ما تزال تواجة بشراسة اي محاولة حقيقة لتفكيك مؤسسات الحكم المصرية.قبل الثورة كان نفر قليل من الشرفاء يجاهدون ضد تلك  الالة جهنمية متعددة الأذرع,شرطة و جيش و قضاء و اعلام و  حزب.و اليوم  ما تزال اذرع  تلك الألة تعمل رغم قطع رأسها و لم يتغير شيء سوي ان عدد المقاومين لها  قد تضاعف.و بينما اكتب هذة التدوينة يرن في اذني مقطع "ساعدوني يا رفاقة" من الأغنية الشعبية الشهيرة. عزيزي المواطن الشريف ,ان لم تكن راغبا او قادرا في مقاومة الظلم,لا بأس,لا تحمل حجرا و تهاجم الشيطان,فقط عليك الا تعاونة علي اطفاء النور الخافت الباقي لنا.

1 comment: