Saturday, December 31, 2011

عن صمويل



كتبت هذة التدوينة في السابع من يناير 2011,بعد أيام من تفجير كنيسة القديسين.اليوم أنشرها في الذكري السنوية الأولي للمذبحة التي راح ضحيتها 25 مصريا.

صمويل جرجس زميل دراسة قديم ,.فرضت علينا طبيعة تخصصنا الدراسي(هندسة البرمجيات) قضاء ساعات طويلة سويا في استذكار الدروس الصعبة و اعداد التدريبات (المشاريع) العملية. في أجواء كلية الهندسة القاتمة و مع ندرة عدد الطلاب في تخصصنا(تخرجنا نحو 60 طالبا) تتطور علاقات الزمالة اليا  الي صداقة تتوطد مع مرور السنوات بسبب الألفة حينا و بسبب الأنعزال عن العالم الخارجي احيانا.

كان صمويل مقربا الي دائرة  اصدقائي الأقرب ,مما فرض علينا قضاء ما لا يقل عن الثمان ساعات يوميا لمدة خمس سنوات تكونت خلالها العديد من الذكريات الطيب في مجملها و ان لم تخل من بعض اللحظات العصيبة. في حقيقة الامر لم نكن يوما اصدقاء مقربين بالمعني الحقيقي للكلمة,فطالما وقف اختلاف مزاجنا عائقا امام تقاربنا.خلال تلك السنوات قام كلانا ببعض الأشياء التي لم ترق للأخر في وقتها ,لكن ظللنا قادرين علي الأحتفاظ بوشاج الصداقة من باب الأيمان بعظمة اللون الرمادي بعيدا عن سذاجة اوهام الحدود الفاصلة بين الأبيض و الأسود و بين الشياطين و الملائكة.

لا أتذكر الأن متي كانت اخر مقابلتنا,بالتأكيد في حدود العام 2004,قبيل أنتقالي للعمل بالقاهرة,منذ ذلك الحين تبادلنا مكالمات هاتفية و مكاتبات الكترونية في المناسبات المختلفة علي سبيل المجاملة . بالطبع لا تجمعنا اليوم الكثير من الأهتمامات المشتركة  بعد ان جرفتنا مشغوليات الحياة . قنع صمويل استسهالا او زهدا بعمل و حياة زوجية مستقرة في المدينة الساحلية الصغيرة نسبيا بينما اثرت انا ,المقامر بالسليقة,مطاردة احلام الترقي الوظيفي في الشركات المتعددة الجنسيات و ادمان الخبرات العقلية واللذات الحسية التي يراها عموم المصريين حرثا في أرض بور و مضيعة للوقت و الجهد.

في يونيو الماضي قررت دولة كندا تعديل نظام هجرة العمالة المؤهلة في خطوة سبقتها اليها استراليا و نيوزلندا و غيرهم من الدول التي يظنها عموم التقنوقراط و المثقفين من ابناء المشرق بابا مفتوحا لن يكلفهم اكثر من طبع بعض الوريقات و ارسالها بريديا الي مقار سفارات تلك الدول عندما تضيق بهم السبل.لكن منذ بدأت الأزمة الأقتصادية العالمية ,و في غضون ستة اشهر وجدت نفسي شخصا غير مرغوب فية في أغلب تلك الدول  بعد ان كنت مقبولا في اغلب برامج الهجرة لتخصصي المهني النادر نسبيا. كان ادراكي لتلك الحقيقة هو لحظة تنوير و ادراك ان الوقت قد حان للقيام بمجموعة من الزيارات الي مختلف المصالح الحكومية لأعداد الملف الذي تلكأت سنوات في ملأة قبل تفوت الفرصة و يغلق الباب الموارب.

كان تلكئي طول السنوات الخمس التي مضت نابعا من راتبي الضخم مقارنة بمتوسط رواتب اصدقاء الطفولة ممن لم يعملوا في نفس تخصصي,و من الأرتباط العاطفي بالعائلة و الظن بأمكانية بناء المرأ سور حول عالمة يكفل لة الحد الأدني من الخصوصية يمكنة من ممارسة حياة طبيعية بعيدا عن كل ما يحدث علي أرض مصر من حمق سياسي و أمراض اجتماعية و نفسية. لكن في السنتين الماضيتين اصبح الحفاظ علي تلك المساحة يزداد صعوبة كل يوم و تيقنت  ان من الأصوب الرحيل الي مجتمعات تحترم الأنسان و حقوقة الفردية قبل السياسية .

يوم الجمعة الماضي اصطحب صمويل,الذي ما زلت ادعوة ب "صديقي", برغم كل اختلافنا,زوجتة و ابنتة التي تبلغ الأربع سنوات,و التي لم ارهما في حياتي الي كنيسة القديسين لحضور قداس العام الجديد و .من سوء طالعة اختار الخروج مبكرا بضع دقائق ليدخن سيجارة او ربما  ليرد علي اتصال هاتفي.حدث ذلك في نفس الوقت الذي قرر فية احدهم اللحاق بأول قطار مباشر الي الجنة بالضغط علي زر المفجر لقنبلتة المحلية الصنع,كان هذا المسافر علي طريق الجنة السريع مخلصا لرحلتة ووغدا بما يكفي لملأء القنبلة بالقطع الحديدية و المسامير لضمان احداث اكبر كم من الأصابات بين المصلين.

اليوم يرقد صمويل في المستشفي الحكومي الذي تحول لثكنة عسكرية ,القليل الذي استطعنا معرفتة عن حالتة زادنا قلقا.فوفقا للأخبار التي استطاع الأصدقاء استخلاصها من اهلة الغير متحمسين للحديث الي مسلمين ,حتي لو كانوا أصدقائة القدامي, فأن جسدة مغطي بحروق من الدرجة الثانية و الثالثة. بالأضافة الي الشعور بالمرارة لأحتمالية فقد صديق قديم و الي الحزن علي عشرون عائلة فقدت احد افرادها,يغمرني شعور مرير بأن جزئا من تاريخي الشخصي تم نسفة.في صباح يوم السبت هاتفت اقرب اصدقائي ,و هو مسلم يسكن منذ طفولتة علي بعد خمس دقائق من الكنيسة محل الأنفجار, قال لي انة يشعر للمرة الأولي بعدم الأمان اثناء عبورة لتلك الشوارع التي احتضنت صعلكتة لثلاثة عقود,و ذلك يرجع,وفقا لة,لرجال الدين الذين ملؤا ادمغة المسلمين بنسخة بدائية تخطاها التاريخ من الأسلام,نسخة تشعر المؤمنين علي االدوام بالتقصير و الذنب و توقعهم في صراع لا ينتهي بين معيشتهم اليومية و بين الأفكار التي لا يقدروا علي تطبيقها.

لكن صديقي, الذي اوافقة فيما قال,نسي في نوبة الغضبة ان المجتمع  يتغير بلا رجعة و ان  مثل هذا الحادث اصبح امرا روتينيا يتكرر مرة او اكثر كل عام .نسي صديقي ثقافة كرة الأخر التي تملأ المجتمع المصري منذ الأزل, كما نسي صديقي المهانة و الهزائم لأقتصادية و السياسة و الأجتماعية و الشخصية التي يتعرض لها المصريون في الشارع و العمل و البيت.هزائم جعلت غضبة و احباطة و كرهة للأخر موجها نحو اي فرد او طرف مختلف عنة ,بشرط ان يكون هذا الطرف في وضعية اضعف منة. بالتأكيد لم تكن التصرفات ستتغير لو كان ميزان القوة مقلوبا و كانت اغلبية المصريين من المسيحيين و الدليل هو ما يمارسة سنة المسلمون ضد الأقلية الشيعية و ما يمارسة المسيحيين و المسلمين متحدان ضد الأقلية البهائية و اصرارهم جميعا علي ابقاء خانة الديانة في البطاقة مع منع كتابة الأديان الغير ابراهيمية و كأنة من المستحيل ان يختار مصري اي دين او فلسفة اخري

منذ عدة سنوات ,قبل ان اتخلص من جهاز التلفاز الخاص بي,شاهدت أحمد فؤاد نجم,الشارع المعارض الأشهر, ينظر في أحد الفضائيات العربية و يؤكد للمشاهدين انة متفائل لأنة لا يوجد اسوأ من الموقف وقتها. اتذكر كيف سخر زميل السكن مما سماة بالتفاؤل الساذج.منذ وقوع حادث الجمعة الماضي ,الذي لا يعد حالة فردية بأي حال(حادث نجع حمادي و أحداث الكشح و غيرها تؤكد ذلك) اخذ الجميع في تكرار ما يطلق علية بالعامية "الأسطوانات المشروخة". في محل عملي,علي المقهي او علي موقع الفيس بوك اخذ كل من اعرفة من المسلمين ترديد كلام مستهلك عن صدمتة مما حدث و التاكيد علي ان الهلال عاش و يعيش و سيعيش دوما متحدا مع الصليب و كأن من يمارس التمييز ضد الأقباط بشكل يومي شعب اخر غير الذي اتعامل معة منذ ثلاثين عاما.في نفس الوقت شرع ال"معتدلين" من المفكرين الأسلاميين كمحمد العوا في ترديد نفس الكلام مع التأكيد علي ضلوع اسرائيل او اطراف خارجية اخري غير مسلمة في الحدث و ذلك حتي قبل صدور اي تقرير رسمي من وزارة الداخلية.اما المثقفين او المستثقفين فقد باشروا في ممارسة وقفاتهم الأحتجاجية و الأستنكارية بالتواز مع تشنج المسيحيين و زيادة تقوقعهم في رحم مؤسسسة الكنيسة بعد ان خذلتهم مؤسسات الدولة و المجتمع مرارا. الأختلاف الوحيد في هذة المرة هو تصاعد اصوات مسيحية مستقلة تلقي بجزء من الللوم علي البابا شنودة.بالطبع لن احتاج للأشارة الي الحكومة و ادائها الرسمي المذري ,سواء في قمعها لكل مظاهر التنفيس والاعتراض (سواء كان ذلك من قبل المسيحيين او نشطاء المعارضة) او في تاكيدتها التي صارت لا تقنع احدا بأن كل شيء علي ما يرام.

المحزن و المخيف في الوقت ذاتة هوانة طالما اصر عموم المسلمين و مفكريهم علي حالة الأنكار هذة و ظلت جميع الأطراف الأخري تغني علي ليلاها في حوار طرشان لا ينتهي . لن يمكن ابدا استعياب و التعلم من أخطاء و صراعات تم خوضها علي هذة الأرض و غيرها خاضتها شعوب اخري كالأوروبيين في القرون الوسطي.
و بما انة لا تبدو بارقة امل علي فهم اي طرف لحقيقة المشكلة فأن الأسواء بالتأكيد لم يأت بعد.

كان تفجير الجمعة الماضي,و الذي لا أستطيع وصفة بالحادث, علامة اخري علي صحة القرار الذي اتخذتة منذ شهور بعد صراع داخلي استمر لأكثر من سنتين.صراع حسمة الكفر بالمصريين حكومة و شعبا و معارضة و مجتمعا ,اليأس من تفهم المصريين ,مسيحيين و مسلمين لثقافة قبول الأخر و افكار المواطنة,التيقن من ان الحكومة و المسئولين لن يعملوا للصالح العام و ادراك ان الحائط الذي بنيتة حول نفسي هو في الحقيقة فقاعة شفافة هشة يمكن اختراقها في اي وقت.

و انا اكتب هذة السطور افكر انة حتي لو نجحت محاولاتي الحالية في الهجرة الي الشمال الأقصي بعيدا عن مستنقع الجنون المسمي بالشرق الأوسط,فستطاردني الأخبار المحزنة عن صديق قديم اخر سقط صريع الفتنة الطائفية,او حادث سيارة عبثي او أحد الأمراض المزمنة التي احتكرت أجساد المصريين. ربما لن اكون مشاركا في هذا الهذيان الذي لم نعد نكف عن أنتاجة اربع و عشرون ساعة يوميا,لكن عبأ التاريخ سيظل علي اكتافي كمواطن تربي في هذة المنطقة التي يختبيء فصل من الصراع الأنساني تحت كل حجر في شوارعها.

بعد ايام من كتابة تلك التدوينة نقل صمويل الي لندن ثم توفي بأحدي مستشفياتها

Thursday, December 15, 2011

عن القطار المندفع نحو الهاوية

لم يفكر المصريين كثيرا قبل نزولهم للتظاهر في الخامس و العشرين من يناير الماضي.في ظهر هذا الثلثاء اندفع عشرات الألاف من شباب الطبقة الوسطي الي الشوارع يسوقهم خليط من الشعور بالمرارة لصعوبة العيش و الغيرة الوطنية بعدما استطاع جيرانهم التونسيين طرد دكتاتورهم قبل ذلك بأسبوعين.

في ذلك اليوم ,لم تتعد اكثر أحلام المتظاهرين(,شبابا و مثقفين و عوام ) جموحا ابعد من طرد الرئيس الذين تفننت أجهزة قمعة البوليسية في أذلال كرامتهم و نجحت حاشيتة في تضيق العيش عليهم بخليط من و الفساد المالي و الجهل الأقتصادي
.لكن في حقيقة الأمر,فأن الثورة ,بجانب أسقاطها جزئيا لنظام فاسد و قمعي, شكلت املا في تخفيف وقع مصائب بيئية صار من المستحيل علي مصر تلافيها.
فبجانب القمع و التنكيل و الفساد السياسي و المالي,كان نظاما الرئيس السابق فاشلا بأمتياز في استيعاب حجم المصيبة التي تندفع اليها البلاد.فقد تحلي هو و من حولة بقدر من تصلب الشرايين و الجمود و انعدام الأبداع و القدرة علي القياس و التحليل المنطقي,بل زاد فوق ذلك اخفاقة في التعامل مع كل النظم التي ترتبط مصالح مصر البيئية و الأقتصادية و الزراعية بها.

منذ تنحي مبارك ,انشغل الجميع بحالة استقطاب علماني\أسلامي حينا و بأستحقاقات حقوقية وقانونية و نضالية اجبر الثوار علي خوضها احيانا و انجروا لها احيانا أخري
و بما انة اصبح من الجلي الأن ان المجلس العسكري لا يزال يمثل رأس حربة الدفاع عن النظام السابق و شبكة مصالحة المعقدة التي لم تسقط كليا بتنحي الرئيس,و ان هناك تحالفات جديدة في طور الأنعقاد فأن المعركة غالبا ما ستستمر لسنين عديدة قادمة مستنفزة طاقة الأفراد الأكثر ادراكا بحقيقة التحديات البيئية التي ستتعرض لها مصر خلال العقدين القادمين.

فأذا سلمنا عقولنا للحقائق العلمية قليلا ,فان معلومة واحدة من نوعية أن "مصر هي المستورد الأول عالميا للقمح" كافية لأستيعاب ما نحن مقبلون علية.فا بالاضافة الي نمط عذاء المصريين الذي اصبح يعتمد علي محاصيل لم يعد اجمالي انتاجها المحلي كاف لتغطية الطلب المتزايد,تشكل تسرب ملوحة البحر المتوسط الي الدلتا و الساحل خطرا مدمرا علي ناتج محصول أراضي زراعية عرفت سابقا بأنها الأكثر خصوبا في البلاد.

و علي الصعيد الثورة المائية,فأن المخابرات ,بقيادة عمر اللواء عمر سليمان فشلت تماما في التعامل مع ملف مياة النيل منذ استلمتة اوائل العقد الماضي.و بسبب صلف الرجل القوي في الجهاز انهارت علاقات مصر بدول المنبع و خاصة بأثيوبيا التي استطاعت القيام بعدة تحالفات مع قوة اقليمية و عالمية لضمان عدم تجدد التهديدات المصرية بأستخدام القوة العسكرية في حالة تهدد حصة مصر من مياة النيل كما فعل مبارك في احد خطبة العلنية في منتصف التعسينات.
و لعل من المؤسف ان اغلب الخبراء و المثقفين المصريين لا يعرفوا شيئا عن الوضع الديموغرافي للدول التي تمثل اهمية استراتيجية لمصر كأثيوبيا.فأثيوبيا اليوم في وضع شبية لوضع مصر في الستينات,كتلة سكانية شابة تنمو بمعدلات سريعة (يبلغ تعداد أثيوبيا حوالي 85 مليون نسمة اكتر من ثلثيهم من الشباب دون الثلاثين) و ترنو الي نهضة عمرانية و اقتصادية و زراعية.و في نفس الوقت تعاني من اتفاقات جائرة فرضت عليها سابقا.بل و لا تلتزم الأطراف الاخري بتلك الأتفاقات الجائرة فتعتدي علي نصيب الطرف الأضعف.و اذا تغاضينا عن المعضلة الأخلاقية في سرقة ما هو ليس من حقنا, فأن كل المؤشرات المنطقية تشير الي ان الوضع لن يبقي علي ما هو علية طويلا,و ان تلك الدول ستطالب ثم تحصل علي حقوقها عاجلا او اجلا و عندها لا تبدو المجاعة المائية سيناريو خيالي كما هو الوضع اليوم.

اما علي مستوي مصادر الطاقة,فأن النظام السابق اصر علي ذبح الدجاجة التي تبيض لة ذهب.فتعاقد مع اسرائيل علي ربط نفسة بأرتباطات طويلة الأجل و بيع كميات كبيرة من الغاز الطبيعي بأسعار اقل من الأسعار العالمية بلا اي سبب منطقي سوي منطق المكسب الفردي الأني بلا اي تفكيرفي تداعيات هذا علي الناس و علي النظام ذات نفسة علي المدي الطويل.

و اذا تحولنا الي مسألة لتلوث ,فلا يحتاج الكاتب الي الكثير من الجهد لأقناع القراء بالوضع المذري لمدينة مثل القاهرة تحوي ربع سكان مصر.و كم تبدو الصورة للنظار شديدة القتامة:فمن حرق قش الأرز الي مليون سيارة عتيقة الطراز تزرع شوارع العاصمة و من مئات المصانع لا تلتزم بأي قانون للحفاظ علي البيئة الي مصانع أسمنت اوروبية تفتح فروعا لها في مصر بعد أغلاقها في بلادها نتيجة لتهديدها للبيئة هناك ,و قبل ذلك و بعدة, بسبب ممارسات يومية لها علاقة بالنظافة الشخصية و نظافة الشوارع.استحقت مصر التربع في المركز السادس عالميا في قائمة الأمم المتحدة لأكثر الدول تلوثا في العالم.

اما ملف الزيادة السكانية فهو الأكثر تعقيدا.كان الأنفجار السكاني أحد المواضيع المحببة الي الرئيس المخلوع في خطبة.و لعلنا لا زلنا نذكر صرختة الشهيرة في احدي خطبة "اجيبلكم منين" . و في حقيقة الأمر,كان النظام السابق فاشلا في ادارة مواردة علي هذا الصعيد,فتخصصت حكومة الجنزوري في بناء المدن الجديدة التي لا تخلو من الخدمات و لا تربطها بجيرانها شبكات نقل,و تهاونت في تجريف الرقعة الزراعية و فشلت في اخراج السكان من ال3% من مساحة مصر التي ظللنا نعيش عليها ملايين السنين. و لذلك فأن الزيادة المطردة,و خاصة في الشرائح الأكثر فقرا و الأقل تعليما من السكان هي بمثابة تركة ثقيلة علي عاتق اي حكومة ستحاول حل المشاكل السابق ذكرها.

بعد كل ما تم حصرة سابقا,يبدو المستقبل البيئي لمصر قاتما و اننا قد تأخرنا بالفعل عشرون عاما علي الأقل و صار تجنب وقوع المشاكل مستحيلا. كل ما نقدر علية الأن هو تقليل وقع أخطاء متراكمة منذ ستين عاما يتقاسم مسئوليتها كل الأنظمة السابقة و الشعب.اما ان لم يستشعر الجميع حجم المشكلة فأن البديل سيكون سيناريوهات كابوسية من نوعية حروب المياة و المجاعات.