Tuesday, May 15, 2012

موردخاي فانونو,البطل اليهودي


"موردخاي علي الأسفلت"* لابد ان هتافا مشابها قد قيل مثل هذا الأوان من العام 2004.في يوم ربيعي هادي,خرج "موردخاي فانونو" التقني الأسرائيلي الذي افشي  معلومات و صور سرية لنشاط بلادة في مجال انتاج اسلحة الدمار الشامل( الأسلحة النووية) من محبسة الذي دام ثمانية عشر عاما بسجن شيكما ٍ.

في لحظة اطلاق سراحة,رفض موردخاي الرد علي اي اسئلة توجة الية باللغة العبرية و اتهم اجهزة المخابرات الأسرائيلية بمحاولة اذلالة و معاملتة بقسوة شديدة خلال فترة سجنة التي قضي احد عشر عاما منها في زنزانة نفرادية

ولد فانونو بمراكش  في العام 1954. هاجر ابوة الراباي السفرديم مع  باقي العائلة  الي اسرائيل  عندما كان طفلا ابن تسعة سنوات.و في العام 1971 انضم الي جيش "الدفاع" الأسرائيلي و خاض حرب  العام 1973 حيث استقرت وحدتة  بهضبة الجولان الي ان تم تسريحة في العام التالي. و هو نفس العام الذي بدأ فية  درس الفيزياء بجامعة تل ابيب التي غادرها بعد عام واحد بسبب رسوبة المتكرر.

بعد ذلك بعامين ,حصل موردخاي علي وظيفة بمركز النقب  للأبحاث النووية Negev Nuclear Research Center,و هو مركز متخصص في تصنيع و نطوير الأسلحة النووية بالقرب من "ديمونة.لم يكن الحصول علي تلك  الوظيفة امرا سهلا,فقد أحتاج الامر لأكثر من ثمانية عشر شهرا من الأختبارات القاسية و التحقيقات المتمهلة حتي تم قبولة. حتي هذا الوقت و رغم كل التوقعات و التخمينات ,فشلت مختلف  أجهزة المخابرات في العالم التوصل الي اي حقائق دامغة تؤكد امتلاك او نية اسرائيل لتطوير اسحلة نووية و خاصة مع اتباع الدولة العبرية  لسياسة غموض متعمدة بخصوص نشاطها النووي

 .كانت نقطة التحول في حياة الشاب حينئذ, موردخاي, هو شروعة  في دراستة الجغرافيا و الفلسفة بجامعة بن جوريون في وقت فراغة في نفس العام الذي وقع فية بيجين و السادات اتفاقية كامب ديفيد.في الجامعة بدأ  فانونو في الأنتقاد الصريح للكثير من سياسات بلادة. و هو امر لم يكن عاديا ولا مقبولا وقتها في السياق التاريخي للأحداث و  خاصة في ظل الظروف الأقليمية المتوترة و الشوفونية التي كانت تملأ المجتمع الأسرائيلي في سنوات كانت لا تزال تعتبر سنوات تكوين.

عارضت مجموعة ال"بوصلة" و التي انشئها مع  9 طلاب اخرين(4 من اليهود و خمس من العرب) حرب لبنان عام 1982.كما كان ايضا ناشطا بحركات احتجاجية اخري دعت بالمساواة الحقوقية  بين العرب و اليهود داخل اسرائيل. و عندما حصل علي شهادة تخرجة في العام 1985 كان ملفة الأمني بمركز البحوث يقول انة "يساري الهوي و يتبني  وجهة نظر مساندة لحقوق العرب".

في نفس العام,فقد موردخاي وظيفتة ضمن عملية  ترشيد نفقات قامت بها الحكومة شملت ايضا اعادة هيكلة للقطاع العام لكن اتحاد العمال استطاع اعادتة الي وظيفتة مجددا.بعد ذلك بفترة قصيرة,تم فصلة من العمل مرة اخري  لأشتراكة في تظاهرات تطالب بأنشاء دولة مستقلة للفلسطنيين.لكنة قبل ذلك بقليل  كان قد استطاع ادخال كاميرتة  الي المنشأة و حصل علي   57   صورة من داخل اماكن و قاعات تصنف تحت قائمة "السري للغاية".

شد الجغرافي و الفني السابق بالبرنامج النووي الأسرائيلي  الرحال في رحلة استجمام  طويلة عبر الشرق الأقصي الي ان استقر بة الحال في استراليا ليعمل سائقا للتاكسي و يتحول الي المسيحية.في تلك الأثناء قابل صحفيا كولومبيا يدعي "اوسكار جيريرو" اقنعة ببيع قصتة و الصور التي التقطها  الي  ايا من الجرائد العالمية.و في غضون ايام من اتصالهما بجريدة "صنداي تايمز " البريطانية ,تقابلا مع  الصحفي "بيتر هونام" في سيدني ليطيروا جميعا الي لندن في سبتمبر 1986 حيث فتح فانونو خزانة اسرارة التي احتوت علي صور لمفاعل ديمونة.تأكدت الجريدة من صحة القصة بعدما اخضعتة الي الكثير من  التحقيقات و الأستجوابات مع العديد من خبراء الطاقة النووية الغربيين الذي قدرا امتلاك اسرائيل الي حوالي 150 رأسا نوويا وفقا للمعلومات المستقاة.

قرر فانونو,غضبا من تأخر  الصحيفة في الوفاء بألتزاماتها نحوة ان يتوجة الي جريدة  منافسة  ("صنداي ميرور") و هو ما ادي لأفتضاح امرة عند ال"موساد" الذي فصلت  استطيادة بدون ان يؤثر ذلك علي العلاقة المتميزة التي تجمعة مع المخابرات الأنجليزية  و بدون احراج للسيدة الحديدية "مارجرت تاتشر". لذا كان القرار بنصب فخ  لة خارج حدود المملكة المتحدة.و بالفعل تم نصب فخ كلاسيكي لفانونو الذي اكدت التقارير علي تعمق شعورة بالوحدة و أفتقادة للتواجد الأنثوي في حياتة.و بالفعل استطاعت عميلة للموساد ان تتقرب منة تحت اسم مستعار و تقنعة بمغادرة بريطانيا  الي روما لقضاء اجازة,و هناك تم تخديرة و نقلة ,في عملية معقدة و دقيقة, الي السفينة "نوجا" لتي تتبع البحرية الأسرائلية و التي كانت رست بالفعل علي السواحل الأيطالية قبل الحادثة بأيام.في نفس اسبوع رسو السفينة في يافا ,نشرت "صنداي تايمز" التقريرالمبني علي المعلومات التي جمعتها مسبقا من فانونو.

خضع موردخاي الي محاكمة سرية و سريعة بتل ابيب لم يكن مسموحا لة خلالها التواصل مع محاميية.لكنة استطاع اعلام  الصحافة بتفاصيل "اختطافة" كما اسماة بكتابة التفاصيل علي راحة يدة و فردها امام نافذة سيارة الترحيلات.في فبراير 1988 حكم علي فانونو بالسجن لمدة ثمانية عشر عاما بدئا من يوم "توقيفة".رفضت المحكمة طلبا بعرض نص التحقيقات.و كان علي  صحيفة "يدعوت احرنوت" ان تنتظر احد عشر عاما للحصول علي جزء من النصوص و.ووفقا لرويترز,فأن رئيس الموساد السابق "شاباتي شافيت" قد صرح بأنة كان هناك اقتراحا بتنفيذ عقوبة الأعدام بحق فانونو(و هي العقوبة نادرة التنفيذ في اسرائيل) لكن الطلب قوبل بالرفض لصعوبة ان يقتل يهوديا يهوديا اخر.

قضي السجين اكثر من ثلثي فترة حبسة في زنزانة انفرادية خوفا من ان يسرب اسرارا اخري عن البرنامج النووي الأسرائيلي.خلال تلك السنوات,حاول فانونو الأعتراض رمزيا علي المعاملة التي وصفها لاحقا بال"القاسية و الوحشية" برفضة للعلاج او التحدث الي الحراس و الأكتفاء بقراءة الجرائد التي لا تكتب بالعبرية و اخيرا بتقديم طلب بأسقاط الجنسية الأسرائلية عنة.في تلك الأثناء وصفة محامية , الناشط الحقوقي , "افيجدور فليدمان" بأنة السجين الأكثر عنادا و ثباتا علي مبدأة الذي قابلة في حياتة المهنية.

استمر  فانونو في معارضتة لسياسة اسرائيل النووية بعد اطلاق سراحة  و حاول الخروج من اسرائيل و طلب اللجوء السياسي لكن من ناحية قوبل طلبة بالرفض من حكومات  النرويج و السويد و ايرلندا.

و رغم خروجة من محبسة منذ سنوات طوال ,لم يحص فانونو بعد علي كامل حريتة.اذ يعاني من الكثير من القيود التي خرقها مرارا و اعادتة الي السجن لفترات قصيرة.ابرز هذة القيود اللاانسانية  منعة من الأتصال بأي اشخاص يحملون جنسيات اجنبية و عدم استخدام الهواتف و أنترنت و عدم زيارة اي مرفأ او مطار و عدم الأقتراب من اي منظمة دولية بمسافة تقل عن 500 متر و عدم الخروج من دولة اسرائيل.ووفقا لمنظمة العفو الدولية,فأن اسرائيل مارست ضغوطا علي شركة مايكروسوفت لمراقبة بريدة الالكتروني و معرفة ان كان يخطط للهرب.كانت اخر مرة يتعرض فيها فانونو للعقاب بسبب خرقة لتلك القيود قبيل الربيع العربي.حيث قضي ثلاثة اشهر من الخدمة الالزامية اختار ان يقضيها في المنطقة تسكنها الاغبية العربية  من القدس خوفا من انتقام السكان اليهود منة.

يعيش موردخاي حاليا بكنيسة سان جورج بالقدس,حيث ييتطوع بتدريس البيانو.خضغت غرفتة الصغيرة للتفتيش و مصادرة محتوياتها عدة مرات من قبل البوليس.

و الجدير بالذاكر,انة برغم كل تلك العقوبات القاسية,لا زال الخبراء مختلفين حول اهمية المعلومات التي قدمها فانونو.و ذهب بعضهم الي القول بأن اسرائيل قد عاقبتة بقسوة  حتي لا يتجرأ اي شخص اخر و يقوم بتصرف مماثل وهو ما يتعارض مع الرواية الرسمية الاسرائيلية التي تقول انها تخشي ان يفصح المزيد من الاسرار النووية للدولة




فلان علي الأسفلت": مصطلح متداول في أوساط المساجين في جمهورية مصر العربية يقال عندما يخرج احدهم خارج الأسواء عندما تنتهي مدتة او عن طريق عفو قضائي.انتقل الي اوساط الناشطين المصريين بعد الثورة للتعبير عن خروج احدهم من محبسة العسكري.

No comments:

Post a Comment