تمر هذة الأيام الذكري الأولي لأحداث محمد
محمود التي استشهد فيها عدد غير معلوم علي يد قوات الشرطة.باديء ذي بدأ لا يحاول
كاتب هذة التدوينة بأي شكل من الأشكال رفع مسئولية تلك الجريمة او اي مما سبقها او
تلاها من جرائم (احداث المتحف,كشوف العذرية,مسرح البالون,مجلس الوزراء,العباسية
1,العباسية 2,سفارتي اسرائيل و امريكا) عن عاتق أجهزة الشرطة او الجيش او الحكومات المتعاقبة او المجلس العسكري او كل من تعاطف معهم بالقول او الفعل او الصمت. و في الوقت نفسة,
ارتكب النشطاء السياسين في الشهور ال12 الماضية الكثير من الأخطاء الكارثية التي
ادت الي تقلص شعبية الثورة و ازدياد سقوط ضحايا في معارك يراها الكاتب غير ضرورية
او تمت قبل ميعادها.و من المؤسف ان تصر هذة المجموعات من النشطاء علي تكرار هذة
الأخطاء بشكل دوري بل و تصر علي عدم تحمل
المسئولية و الأعتراف بأخطائها برعونة مراهقة و غرور لا يختلف كثيرا عن غرور خصومهم السياسيين وبلا
سند شعبي يبررة.
كما يعتذر كاتب تلك السطور عن رداءة الأسلوب
و الأخطاء اللغوية و الأملائية نظرا لعدم تمكنة من مراجعة و اعادة قراءة النص بسبب
ضيق الوقت و المشغوليات الشخصية التي تعيقة من ممارسة اي كتابة منتظمة.
لعل اول ما يطرأ علي الذهن عند تذكر تلك
الحوادث هو ردود افعال نشطاء تويتر
الهيستيرية علي اي محاول للنقاش المتعقل و رفضهم لأي تعليق مخالف لأرائهم حتي لو
جاء من اصدقاء او معارف يماثلونهم ثقافة و تعليما و معرفة بالشأن العام او رفاق تربطهم بهم معرفة وثيقة تسبق احداث الثورة
بسنوات. كان استخدام عبارات مثل"اي ابن ***** ها يقول لنا نعقل ها ****"
,"دة مش وقت حساب ولا تنظير دلوقتي","يا ريت الي قاعدين في بيتوهم
و سايبينا ما يعملوش علينا ابطال" مستفزا و مبتذلا للغة و المفردات ولو التمسنا
العذر يومها لسخونة الأحداث,فنظن انة قد حان الوقت ان نستغل فرصة الهدوء النسبي
علي الساحة السياسية لنراجع تلك المواقف و نتحاسب بل و نمارس التنظير السياسي ضد
ما رأيناة و نراة خليطا من المبالغات
العاطفية و المراهقة السياسية و الاحساس المتضخم بالذات و عدم التحقق علي المستوي
الشخصي و الأجتماعي من نسبة لا يستهان بها من المثقفين و النشطاء السياسيين.
اما ابرز ما يمكن التعليق علية في هذا الخطاب هو مقولة :"الاولوية الأن
لحماية الميدان\المعتصمين الذي يتم مهاجمتهم من قبل الشرطة او الجيش او عصابات
مدنية مسلحة".و الرد ببساطة ان للكل حساباتة و أختياراتة.فعند نقطة ما من
مجري الزمن ما كان الجميع (او الأغلب) صفا
واحدا و مستعدا لبذل كل جهد,لكن ,و نتيجة لأختلافات وجهات النظر و اصرار البعض علي
التصرف منفردا,بدأ الكثير ممن شاركوا في اغلب معارك الشهور الأولي للثورة (بل و
الاحتجاجات الاجتماعية السياسية قبيلها) يشعر انة يتم جرة الي معارك غير ذات هدف
او مبكرة جدا من قبل اصدقاء و معارف يظنون انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة و يرفضون
اي محاولة عقلانية للنقاش.,لذا ,يمكننا ان نخلص,و بببساطة,انة لا داعي لدعوة ناس حاربوا بالفعل ,عدة مرات, في
صفوفوكم للاصطفاف حول
ال"مقاتلين" لان العديد ممن يتناقشوا معكم الكترونيا من بيوتهم كانوا
بالفعل هناك في الميادين ثم عادوا لأنكم
لم تبذلوا مجهودا حقيقية في اقناعهم بالأستمرار.و في النهاية,يظل لأمر مسألة
اقتناع شخصي و قناعات.
و بالحديث ع ن الأختيارت الحرة ,لا يستطيع اي
منصف انكار استعراضات الشجاعة المذهلة لمواطنين عزل اختاروا ان يواجهوا اله القتل
البوليسية و العسكرية او ان ينكر حق المشاركين في تلك الأستعراضات في الحياة او
الأستشهاد.كما ينبغي للمرأ ان يحيي تضحيات هؤلاء القادمين من مختلف الخلفيات
التعليمية و الطبقات الاجتماعية بنفوسهم و مجهودهم ووقتهم و لقمة عيشهم في سبيل ما
يرونة صحيحا.لكن في الوقت ذاتة,كانت الكثير من تلك المشاهد تستدعي تأملا ,مراهقين
تخطوا بالأمس القريب عتبات الطفولة علي
الصفوف الأمامية ,تتلاعب بعقولهم هرمونات الذكورة و لذة المغامرة و كرة للسلطة
التي تمارس التعنت ضدهم حتي داخل احيائهم الشعبية. في الوقت ذاتة,ساهم التقدير
المبالغ فية و التنظير السياسي للناشطين السياسيين في "تسخين" هؤلاء
الشباب الذي يختبر للمرة الأولي تباسط هذا الشباب المثقف الذي تبدو علية مخايل
النعمة المادية و تحمسيهم لة لتقدم الصفوف و المغامرة بأرواحهم علي خط النار.و
بالتالي يعتقد كاتب هذة السطور ان عددا لا بأس بة من الضحايا كان يمكن انقاذة
بالقليل من الحكمة و العقلانية في الخطاب.و بالتأكيد,فأننا هنا لا نحاول الايحاء
بأن ما فعلة الناشطين كان مقصودا,فنحن ندرك تماما سلامة نية الأغلبية و لو كانوا
تحت تأثير اليوفوريا او الغضب.
و بالتأكيد,ييستوعب كل من شارك بمختلف
الفعاليات بدئا من يوم 28 يناير ان الخطر و العنف لم يكن منتشرا بطول ساحة المواجهة,فيوم
موقعة الجمل مثلا كانت ناحية المتحف تعج بالأشتباكات الحامية حيث حدثت نسبة محترمة
من الاصابات بينما كانت ناحية المجمع هادئة تماما.و بالتالي فأننا يمكن استنتاج ان
هناك مستويات متعددة للأشتباك,ففي أحداث محمود محمود كان التواجد في داخل الميدان
اقل خطرا من ناصية هارديز و التي هي بدورها اكثر امنا من التواجد في محيطة الجامعة
الأمريكية و التي تقل خطرا عن التواجد في الصفوف الأمامية.و بالتالي فأن هناك
مستويات متدرجة للأشتباك.كان اغلب الناشطين(و كاتب المقالة) بعيدان اغلب الوقت عن
الصفوف الأمامية,يتواجدون هناك لتفرات قصيرة من اليوم و هما مجهزان بأقنعة واقية
من الدرجة الأولي و الأكتفاء في باقي الوقت بالتواجد في محيطة الميدان او في منطقة
وسط البلد و تأجيج مشاعر المشاركين.
ولا يمكن تجاهل حقيقة أخري,ان سقوط او اصابة او احتجاز اي ناشط من هؤلاء
المشاركين كان سيشعل حملة حامية الوطيس لتحرير صراحة او تخليد ذكراة,و هو منطق
طائفي بغيض مارستة و تمارسة و ستمارسة قبيلة المثقفين و الناشطين نحو ابنائها.قارن
مثلا بين الصور التي ملأت الجرائد لتخليد ذكري زياد بكير او لتحرير علاء سيف
مقارنة بأي من الشهداء او المساجين "العاديين",فبأستثناء حملات و
مجموعات يمكن عدها علي اليد الواحد مثل "لا للمحاكمات العسكرية
للمدنيين" لا ينتبة احد لاكثر من عشرة الاف محتجز مدني في السكون العسكرية.
و ختاما ,فأننا نعتقد ان عددا لا يستهان بة
من النشطاء لم يتحقق شخصيا ولا اجتماعيا قط الا في أيام الثورة,حيث كانوا قبلا
منبوذين اجتماعيا لمجاهرتهم بأفكار دينية او أجتماعية شدبدة الأختلاف عن
المجتمع,او كانوا يعيشون في بوتقة مثقفي وسط البلد او يعانون من مشاكل عائلية و
شخصية و مادية و مهنية مزمنة.كان كل ذلك سببا خفيا ولا اراديا في اصرار الكثير
منهم علي فتح جبهات جديدة او تخوين كل من
يدعو الي الهدوء او الأنتظار او عدم الأعتصام.
و
في النهاية,حاولنا ان تكون هذة المقالة
موضوعية و غير متجنية قدر الأمكان.كما حاولنا تحري الدقة و التبسيط,لكن ليس كل ما يتمناة المرأ يدركة.و اخيرا يعتز الكاتب بصداقتة و معرفتة
بكل اصدقائة المثقفين و النشطاء من مختلف التيارات السياسية